كوثر بودراجة… من الإشاعة إلى الحقيقة: حين تتكلم الأزمة نيابة عن الإنسان

لم تكن الأيام الأخيرة عادية في المشهد الإعلامي المغربي. اسم كوثر بودراجة، الذي غاب عن الشاشة لفترة، عاد بقوة إلى صدارة النقاش، ولكن عبر طريق مؤلم: إشاعة وفاتها. إشاعة قاسية، ثقيلة، صيغت بلغة عزاء، وتم تداولها كأنها يقين، بينما الحقيقة كانت شيئًا آخر تمامًا.
في لحظة خاطفة، وُضعت حياة بودراجة كلها تحت المجهر: أين هي؟ هل ماتت فعلًا؟ ما مرضها؟ لماذا تصمت؟
الأسئلة تسابقت، لكن الرد جاء من أسرتها، ومن صحف موثوقة، ليؤكد أن كوثر حية، لكنها تخوض معركة مع السرطان في صمت نبيل. المعركة لم تكن سهلة، لا على جسدها، ولا على أهلها، ولا على جمهورها.
📎 وأكد موقع Hespress أن كوثر ترقد حاليًا في مصحة بالدار البيضاء، وتتلقى علاجًا مكثفًا. أما صحيفة Achtari24 فقد أشارت إلى أن الإشاعة “مغرضة”، وأن بودراجة نفسها قررت الحفاظ على خصوصيتها حتى في أصعب لحظاتها.
لكن وسط الضجيج، حصل شيء استثنائي:
الجمهور قرر أن يتكلم نيابة عنها. آلاف التعليقات، منشورات تضامن، دعاء جماعي رقمي، وموجة من الحب الحقيقي الذي لا يمكن اصطناعه.
في هذه اللحظة، تحوّلت كوثر من “شخصية إعلامية” إلى رمز. رمز للصبر، للكرامة، وللعلاقة الحقيقية بين من على الشاشة ومن خلفها.
اللافت أيضًا أن هذه الأزمة كشفت جوانب عدة في الإعلام:
– هشاشة التعامل مع الخبر العاجل.
– غياب المهنية في النشر.
– غلبة التفاعل على حساب التحقق.
لكنها، في المقابل، أظهرت أيضًا أن هناك جمهورًا واعيًا، يرفض الانسياق خلف العناوين الكاذبة، ويتمسك بالصدق، حتى إن جاء متأخرًا.
كوثر بودراجة لم ترد حتى الآن. لكنها، من خلال صمتها، كتبت سطرًا عاطفيًا لا يُنسى في ذاكرة المغاربة.
لم تعد مجرد إعلامية أو ممثلة، بل أصبحت — من دون أن تسعى — قضية إنسانية تتقاطع فيها كرامة المرأة، وحق الإنسان في الخصوصية، وقوة الرابط بين الشاشة والجمهور.