اعلى المقال
شخصيات

كوثر بودراجة لم تمت… لكن الإشاعة قتلت شيئًا آخر

اسفل المقال

عندما انتشر خبر وفاة كوثر بودراجة، لم تكن المشكلة فقط في الكذب أو التهويل، بل في الصدمة الصامتة التي أصابت جمهورها، وكأن “شيئًا ما مات فعلًا” داخل هذا الفضاء الرقمي الذي يُفترض أن يكون حيًا بالحقيقة.
كوثر لم تمت — وهذا ما أكدته أسرتها في بيان رسمي — لكنها، بكل وضوح، أصبحت ضحية لاغتيال رمزي، نُفّذ بنقرة، وانتشر كالنار، ولم يتوقف إلا عندما تدخّلت العائلة لنفيه.

في عالم يلهث وراء “الترند”، لم يُفكر أحد في وقع الخبر على ابنها، على والدتها، أو على آلاف المتابعين الذين يعرفونها ويحبونها منذ سنوات. الصورة السوداء التي انتشرت، والعبارات الجاهزة من نوع “في ذمة الله”، لم تكن فقط سُلوكًا متهورًا، بل كانت اعتداءً على مشاعر حقيقية، على إنسانة حقيقية، وعلى ذاكرة جماعية تُبنى بالتدريج لا بالخوف.

📌 ووفقًا لما أكده مصدر رسمي من العائلة، عبر موقع LeSiteinfo:

“كوثر حية تُرزق وتخضع للعلاج، وكل ما يُنشر غير صحيح ولا مسؤول.”

نعم، كوثر لم تمت. لكنها حتمًا شاهدت ـ إن لم يكن جسدًا فعبر عائلتها ـ كيف يمكن للإشاعة أن تسلب من الإنسان هدوءه، سكينته، وحتى صوته.
في لحظة واحدة، تحوّل اسمها إلى “وسم عزاء”، والناس يتناقلون وفاتها وكأن الحياة لم تعُد تستحق التحقق.

المؤلم أكثر أن مواقع إلكترونية ساهمت في الترويج للخبر دون تثبّت، وهو ما فتح الباب أمام مشهد إعلامي يحتاج إلى مراجعة جذرية. أين أخلاقيات الصحافة؟ أين المسؤولية في النشر؟ وهل أصبح التفاعل والسبق أهم من الدقة والاحترام؟

ربما لم ترد كوثر على الإشاعة، لكنها أكدت شيئًا أعمق:
أن الصمت في مواجهة العاصفة ليس ضعفًا، بل أحيانًا أشرف من التبرير.

وربما، ما مات فعلًا في هذه القصة، ليس كوثر، بل ذلك الشعور بالأمان الرقمي، ذلك الإيمان بأن الأخبار تأتي من الصحافة، لا من صفحات مجهولة تبحث عن لايك جديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى