براهيم دياز: من ظلال النجوم إلى ضوء القيادة الكروية
داخل ملاعب تمتلئ بأسماء تتصدر العناوين، لا يسهل على لاعب شاب أن ينتزع الأضواء. لكن براهيم دياز فعل ذلك بهدوء وإصرار، دون الحاجة إلى صخب إعلامي. اللاعب الذي نشأ في أروقة مانشستر سيتي واشتد عوده في ميلان، عاد إلى مدريد لا كلاعب مقاعد، بل كأداة هجومية متعددة الاستخدامات. أن تكون في قائمة ريال مدريد لا يكفي، لكن أن تفرض اسمك بين من لا يُمسّون… تلك حكاية أخرى.
وإن بدا صمته خارج الملعب مألوفًا، فإن تحركاته في قلب الهجوم تحكي قصة لاعب يعيد تعريف الأدوار التقليدية. يتسلل إلى المناطق الخطرة دون إنذار، ويمرر كمن يرى مسار الكرة قبل أن تصل. كان لا بد لريال مدريد أن يعيد التفكير، فهل يُفرَّط في لاعب لا يتكرر؟
جدول معلومات براهيم دياز
البند | البيانات |
---|---|
الاسم الكامل | إبراهيم عبد القادر دياز |
تاريخ الميلاد | 3 أغسطس 1999 |
العمر | 25 عامًا |
مكان الميلاد | مالقة، إسبانيا |
الجنسيات | مغربية، إسبانية |
الطول | 1.70 م |
الوزن | 68 كجم |
المركز | صانع ألعاب / جناح |
الرقم | 21 (ريال مدريد) |
الأندية السابقة | مانشستر سيتي، إيه سي ميلان |
عدد مباريات الدوري 2024-25 | 31 |
عدد الأهداف (الدوري) | 4 |
عدد التمريرات الحاسمة (الدوري) | 2 |
عدد مباريات دوري الأبطال | 11 |
الأهداف (الأبطال) | 2 |
القيمة السوقية | 40 مليون يورو |
رابط رسمي | رابط الصفحة |
ما يُميز براهيم لا ينحصر في الإحصائيات. بل إن أسلوبه يتخطى الأرقام ليغوص في العمق الفني للمباراة. لاعب يستقبل التمريرة ويعرف مسبقًا إلى أين ستذهب التالية. مرونته التكتيكية تسمح له بالتحول من جناح ضاغط إلى صانع ألعاب ينسج الهجمات من العدم.
المدرب أنشيلوتي، المعروف بدقة اختياراته، لم يتردد في منحه دقائق مصيرية. وكلما سنحت له الفرصة، قدّم براهيم نسخة محسّنة من اللاعب الجماعي الذكي، القادر على منح الفريق بُعدًا إضافيًا عند الحاجة. وبالرغم من المنافسة الشرسة على المراكز، لا تزال بصمته واضحة في كل لحظة يُمنح فيها الدور.
قصة تمثيله لمنتخب المغرب ليست مجرد قرار إداري، بل تجسيد لانتماء يتجاوز خطوط الطول والعرض. هذا الاختيار منح المغرب لاعبًا متعدّد المدارس؛ تكوين إنجليزي، حس إسباني، وروح شمال أفريقية. وهو ما ظهر جليًا في مباريات “أسود الأطلس”، حيث قدّم تنوعًا فنيًا لا يتوفر كثيرًا في التشكيلات الإفريقية.
من المرجّح أن نراه أحد الأركان في خط الوسط المغربي خلال البطولات القادمة، خاصة مع صعود جيل يبحث عن هوية هجومية أكثر عمقًا، ولاعبين يمتلكون رؤية أوروبية دون فقدان الإيقاع الأفريقي.
ما بعد موسم 2024-25 لن يكون سهلاً، فالأندية الكبرى باتت تراقب. تقارير حديثة تحدثت عن اهتمام أرسنال، وعودة محتملة إلى إنجلترا. لكن كل هذه الاحتمالات مرهونة بخطة ريال مدريد، خاصة وأن تمديد عقده أصبح قيد النقاش. وإذا ما استمر بنفس النسق، سيكون من الصعب على الفريق الملكي التفريط فيه مجددًا.
مع نظام اللعب الجديد في أوروبا الذي يُراهن على اللاعبين القادرين على التكيف والتطوير المستمر، يصبح دياز أكثر قيمة من مجرد جناح عادي. إنه يشبه قطعة شطرنج قادرة على كسر قواعد النقل التقليدي، واللعب بخطوط مائلة لا يتقنها كثيرون.
في زحمة اللاعبين الذين يُصنّفون نجوماً بلا منازع، يظهر براهيم دياز كلاعب لا يصرخ بمواهبه، بل يترك للملعب أن يحكي. بلمسات مدروسة، وتحركات محسوبة، وسلوك محترف داخل وخارج المستطيل، يفتح دياز لنفسه بابًا نحو قمة لا يدخلها إلا من يستحقها فعلاً.