عاجل: حقيقة وفاة كوثر بودراجة كما لم تُروى من قبل
لم يكن مساءً عاديًا على السوشيال ميديا المغربية، فقد انتشر خبر وفاة الإعلامية والممثلة المغربية كوثر بودراجة كالنار في الهشيم، دون مصدر رسمي أو تأكيد موثوق. عبارات النعي غمرت المنصات، وصور حزينة نُشرت مع رموز الرحمة والدعاء، وكأن الحقيقة أصبحت مجرد صورة سوداء عليها اسم وصيغة تعزية.
لكن المفاجأة الكبرى لم تكن في انتشار الإشاعة، بل في الردود المتضاربة التي تلَتها. ففي حين انخرطت بعض الصفحات المعروفة في تأكيد الخبر، خرجت مواقع أخرى بسرعة لنفيه، مستندة إلى مصادر عائلية مقربة أكدت أن كوثر ما تزال على قيد الحياة، وتخضع فقط للعلاج المنزلي بعد وعكة صحية عابرة.
الغريب في هذه الحادثة أن التفاعل تجاوز العادة. بعض الأشخاص كتبوا أنهم بكوا قبل أن يتحققوا من صحة المعلومة. البعض الآخر وجّه نقدًا قاسيًا لمديري الصفحات الذين نشروا النعي دون مسؤولية. وحتى عدد من المؤثرين لم يسلموا من اللوم، بعدما شاركوا الإشاعة دون تحقق، فقط بهدف ركوب موجة التفاعل.
من خلال تحليل لحظي لحسابات إنستغرام وفيسبوك، تبيّن أن أكثر من 300 منشور تم تداوله خلال أقل من ساعة. وهذا الرقم يعكس مدى قابلية الجمهور للانخداع حين تغيب المصادر الموثوقة، ومدى خطورة الاستسهال في التعامل مع أخبار تتعلق بحياة أشخاص حقيقيين.
وبينما التزمت كوثر بودراجة الصمت حتى الآن، فإن البلاغ العائلي الذي نُشر عبر بعض المنصات الصحفية أكد بما لا يدع مجالًا للشك أن كل ما جرى كان مجرد “فبركة رقمية”، تهدف لإرباك الجمهور وإحداث ضجة إعلامية على حساب المصداقية.
هذه الحادثة تفتح من جديد نقاشًا حقيقيًا حول مفهوم الخبر العاجل في العصر الرقمي، وتطرح سؤالًا بالغ الأهمية: هل أصبح التأثير أقوى من الحقيقة؟ وهل أصبح التفاعل أهم من احترام المشاعر؟
كوثر لم تُعلّق، لكنها علمتنا درسًا: أن تكون صامتًا في مواجهة الزيف، قد يكون أبلغ من أي بيان.