اعلى المقال
شخصيات

لماذا يصر البعض على اغتيال السمعة الرقمية لـ كوثر بودراجة؟

اسفل المقال

في زمن أصبحت فيه المعلومة خاضعة للعرض والطلب، لا عجب أن تتعرض شخصيات عامة مثل كوثر بودراجة لحملات تشويه رقمية ممنهجة. فالإشاعة أصبحت أداة فعالة، لا تحتاج سوى صورة منسوخة وعبارة مؤثرة لتزرع الشك، وتكسب التفاعل، ولو على حساب إنسان حيّ.

كوثر ليست جديدة على هذه المعركة. قبل سنوات، تعرضت لهجوم إعلامي بسبب صورة شخصية لها مع ابنها، نُشرت دون إذن، وتم ربطها بشخصية تونسية شهيرة. وفي لحظة، تحولت حياتها الخاصة إلى مادة للنبش والتأويل، بلا سياق، بلا احترام، وبلا حق الرد.

لكن الموجة الأخيرة كانت الأخطر: إشاعة وفاتها.
تخيل أن تصحو عائلتك على منشورات تعزي فيك، وأنت لا تزال تقاوم المرض في صمت. تخيل أن يتحول اسمك إلى ترند لا لنجاح أو إنجاز، بل لأن أحدهم قرر “قتل وجودك رقميًا” لأجل مزيد من الإعجابات والمشاركة.

ولسوء الحظ، لم يتوقف البعض عند مجرد النشر، بل استخدموا عبارات مثل “بعد صراع طويل مع المرض” و”في ذمة الله” دون سند أو توثيق.

📎 رابط المصدر من موقع LeSiteinfo:
وفاة كوثر بودراجة إشاعة وأسرتها توضح

📎 رابط من Hespress:
إشاعة الوفاة تلاحق كوثر بودراجة

📎 رابط من Belpresse (ينقل الإشاعة قبل تكذيبها):
الموت يغيب الإعلامية كوثر بودراجة – إشاعة

ما يجعل هذه الحادثة صادمة ليس فقط انتشار الخبر، بل أن بعض المواقع الإخبارية المعروفة نشرته دون تحقق، مما أعطاه شرعية كاذبة. لحسن الحظ، تدخلت عائلتها لاحقًا ببلاغ رسمي نفت فيه الخبر ووصفت ما حدث بأنه “أذى نفسي لا يُغتفر”【منشور العائلة سابقًا】.

السمعة الرقمية اليوم أصبحت عملة. وكل شخصية عامة، خصوصًا نسائية، معرضة لأن تُهاجم لا لشيء سوى لكونها مرئية، جريئة، مستقلة. وكوثر، التي بنَت حضورها على الصدق والبساطة، أصبحت هدفًا سهلًا لمن لا يتحمل حضور امرأة قوية في المشهد.

إن اغتيال السمعة الرقمية بات أكثر خطورة من النميمة التقليدية، لأنه لا يختفي، بل يُؤرشف، يُنشر، ويُكرر. لكن لحسن الحظ، هناك جمهور واعٍ، ومواقع مسؤولة، وأصوات حرة ترفض أن تكون شريكة في هذا الجُرم الرقمي.

كوثر بودراجة ما زالت حية، ليس فقط جسدًا، بل رمزًا لقيمة “الصمت الكريم في زمن الصراخ المزيف”.
ولعلّ ما حدث يكون شرارة جديدة لتقنين النشر، وتكريس مفهوم الصحافة الأخلاقية… قبل أن تقتلنا الإشاعة جميعًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى